كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

322 - حدثني محمد بن أبي حاتم الأزدي، قال: حدثني سعد بن يونس بن أبي عمرو الشيباني، عن عمران بن أبي الهذيل، عن وهب بن منبه، قال: أوحى الله إلى آدم: يا آدم, ما هذه الكآبة التي بوجهك، والبلية التي قد أحاطت بك؟ قال: خروجي من دار البقاء إلى دار الفناء، ومن دار النعيم إلى دار الشقاء, قال: ثم إن آدم سجد سجدة على جبل الهند, مائة عام يبكي، حتى جرت دموعه في وادي سرنديب, فأنبت الله بذلك الوادي من دموع آدم الدارصيني, والقرنفل، وجعل طير ذلك الوادي الطواويس, ثم إن جبريل أتاه فقال: يا آدم, ارفع رأسك، فقد غفر لك, فرفع رأسه، ثم أتى البيت، فطاف به سبوعا، فما أتمه حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه, ثم أتى موضع المقام، فصلى فيه ركعتين، وبكى حتى جرت دموعه إلى الأرض.
وكان محمد بن الحسين حدثني بهذا الحديث عن محمد بن يحيى، ثم لقيت محمد بن يحيى فحدثني به.
323 - حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن خالد، عن أبي معشر، عن المقبري، وعن طلحة بن عمرو، عن عطاء, أن آدم قام مائة عام يبكي، حتى جرى من عينيه واديان، يقال لأحدهما: أرفد، والآخر بلجران, سباعهما النمور، ورضراضهما الدر, والياقوت، وشجرهما الألنجوج, وكان تلك المائة عام جلسته جلسة الحزين، يده تحت خده.
324 - حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا عبد الله بن خالد، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال: لما أهبط آدم صفن على قدميه مائة عام, يبكي على خطيئته، حتى تأذت الملائكة به.

الصفحة 180