كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

- بكاء نوح, صلى الله عليه وسلم
330 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا وهيب بن الورد، قال: لما عاتب الله نوحا في ابنه، فأنزل عليه: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} بكى ثلاثمائة عام، حتى صار تحت عينيه أمثال الجداول من البكاء.
331 - حدثنا محمد، قال: حدثني أبو معمر التنوري، قال: حدثني ربيع, أبو محمد، عن يزيد الرقاشي، قال: إنما سمي نوحا صلى الله عليه وسلم، لأنه كان نواحا.
- بكاء داود صلى الله عليه وسلم ونوحه
332 - حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، قال: حدثنا المطلب بن زياد، قال: سمعت السدي يقول: إن الشيطان أتى داود صلى الله عليه وسلم وهو في المحراب، في صورة حمامة من ذهب، لها جناحان من لؤلؤ، حتى وقع على باب المحراب, فنظر إليها داود، فطارد, حتى أشرف على تلك المرأة وهي في البستان تغتسل، فلما رأته أرخت شعرها فجللها, فسأل عنها، فأخبر أن زوجها غاز, فبعث داود إلى أمير ذلك الجيش, أن ابعث أوريا في وجه كذا, فكتب: ابعثه إلى التابوت, وكل من بعث إلى ذلك الوجه قتل ولم يرجع, فقتل, قال مطلب: فحدثني ليث بن أبي سليم, أو غيره, قال: أتاه الملكان في صورة رجلين معتمين، ففزع منهما, فقصا عليه الآية في كتاب الله، فقال لهما داود كذلك؟ قالا: نعم, قال: إذا نضرب هنا, يعني الأنف واللحية والجبين, فقالا: أنت أحق أن تضرب, وطارا, فعرف داود, فخر أربعين صباحا ساجدا، حتى نبت العشب من دموعه, فأوحى الله إليه: أجائع فأطعمك، أم مظلوم فأنصرك؟ قال: فشهق شهقة, احترق العشب, فأوحى الله إليه: إني قد غفرت لك، فارفع رأسك, قال: كيف تغفر لي وأنت الحكم العدل؟ قال: اغفر له واطلب إليه يهبك لي, قال: الآن علمت أنك قد غفرت لي.

الصفحة 183