كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

333 - حدثني فضيل بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبد الوهاب, يعني ابن عطاء, عن سعيد، عن قتادة، قال: خر ساجدا أربعين يوما، فقال: ارفع رأسك, فقد غفر لك, قال: كيف وأنت الحكم العدل؟ قال: أقضي له, وأستوهبه ذنبك، ثم أثيبه حتى يرضى, قال: الآن طابت نفسي، وعلمت أنك قد غفرت لي, قال: وهي أم سليمان.
334 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان، قال: كان داود يصلي في المحراب, وحوله ثلاثون ألفا يحرسونه, فتسور عليه رجلان المحراب، ففزع منهما، فقالا: {قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق} إلى قوله: {وخر راكعا وأناب} فسجد أربعين ليلة يبكي، حتى نبت حوله من العشب ما غطى رأسه, فقال: يا رب, قرح جبيني، ولا أرى خطيئتي تذكر, قال: يا داود، أجائع فتطعم، أم عطشان فتسقى، أم عار فتكسى؟ قال: فنحب نحبة هاج ما حوله, أي: يبس.
335 - حدثني إسحاق، قال: حدثني سفيان، عن مسعر، عمن حدثه، عن ابن سابط، قال: لو عدل بكاء داود ببكاء أهل الأرض بعد آدم، لعدل بكاء داود صلى الله عليه وسلم ببكاء أهل الأرض.
336 - حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن عطاء الخراساني: أن داود نقش خطيئته في كفه, لكي لا ينساها. وكان إذا رآها اضطربت يداه.

الصفحة 184