كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

337 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثني صاحب لنا، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: سأل داود ربه أن يجعل خطيئته في كفه, فكان لا يتناول طعاما، ولا شرابا، ولا يمد يده إلى شيء, إلا أبصر خطيئته فأبكاه, قال: كان ربما أتي بالقدح ثلثاه ماء, فيهريقه يتناوله، فينظر إلى خطيئته، ولا يضعه في شفته, حتى يفيض من دموعه.
338 - حدثني إسحاق، قال: حدثني صاحب لنا، قال: حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مثل عيني داود صلى الله عليه وسلم كالقربتين تنطفان ماء, ولقد كانت الدموع خددت في وجهه كأخدود الماء في الأرض.
339 - حدثنا إسحاق، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا المسعودي، عن يونس بن خباب، قال: خر داود أربعين يوما ساجدا، حتى نبت العشب حوله, قال: يا رب, قرح الجبين، ورقأ الدمع، ولا أرى خطيئتي تذكر, فقيل له: يا داود, أجائع فتطعم، أم ظمآن فتسقى، أم مظلوم فتنصر؟ قال: فنحب نحبة هاج ما هناك, قال: فغفر له عند ذلك.
340 - حدثنا إسحاق، قال: حدثني صاحب لنا، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا بكار بن عبد الله، عن وهب بن منبه، قال: لم يرفع رأسه، حتى قال له الملك: أول أمرك ذنب, وآخره معصية؟ قال: فرفع رأسه, فمكث حياته لا يشرب شرابا, إلا مزجه بدموعه، ولا يأكل طعاما, إلا بله بدموعه، ولا يضطجع على فراش, إلا أغراه، أو أعراه شك ابن المبارك بدموعه فانهرم, فكان لا يدفئه لحاف.

الصفحة 185