كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

345 - حدثني محمد، قال: حدثني الحميدي، عن سفيان، قال: كان يقال: إن داود نقش في كفه خطيئته, فكان إذا رآها اضطربت يداه وهاجت دموعه.
346 - قال الحميدي: وذكر سفيان مرة أخرى فقال: ضاق صدر داود بالخطيئة, حتى نقشها في كفه، فكان إذا نظر إليها صرخ كما تصرخ الثكلى.
347 - حدثني محمد، قال: حدثنا أحمد بن سهيل الأردني، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن مجاهد، قال: نقش داود خطيئته في كفه, لكي لا ينساها، فكان إذا رآها اضطربت كفه.
348 - حدثني محمد، قال: حدثني أحمد بن سهل، قال: حدثني أبو قدامة الرملي، قال: بلغني أن داود قال: نصبت خطيئتي نصب عيني، لكي لا أغفل عنها, فأقع في غيرها.
349 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس، عن ابن أبي رواد (1)، قال: سجد داود حتى دبرت جبهته, وكفاه, وركبتاه، وبكى وهو ساجد, حتى نبت العشب من دموع عينه، فكان ينادي: يا رب, فيقال له: أجائع فتطعم؟ أم ظمآن فتسقى؟ أم عار فتكسى؟ ولا يذكر بخطيئته, فكان يزفر الزفرة يهيج العود من العشب، فيحترق ويحرق ما حوله من العشب.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "عن أبي رواد" والمثبت من طبعة دار ابن حزم, وابن أبي رواد هو عبد العزيز. تهذيب الكمال (18 / 136).
350 - حدثني محمد، قال: حدثنا المغيرة بن محمد، قال: حدثنا أبو.... الصنعاني، وعن وهب بن منبه، قال: كان داود عليه السلام يبكي, حتى يبل ما بين يديه من دموعه، ويبكي حتى تنقطع قوته.
351 - حدثني محمد، قال: حدثنا موسى بن عيسى، قال: حدثني محمد بن شعيب، عن مجشر بن الحر الحميري، عن وهب، قال: كان داود إذا قام للصلاة، فرفع صوته، بكى حتى تجري دموعه على الأرض، ثم يركع، فيبكي راكعا, حتى تسيل دموعه إلى الأرض، فإذا سجد سجد على طين.

الصفحة 187