كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

355 - حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا عبد الله بن خالد، عن أبي سعيد، أن داود، دعا غلاما له يقال له شمعون، فنزع عنه ثياب الملك، وألبسه خوذيا، وربط وسطه بشريط وقال: قدني الآن كما يقاد المريب إلى العقوبة قال: فقاده إلى المحراب فخر ساجدا
356 - حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا الوليد، عن ابن أبي العاتكة (1)، قال: كان من قول داود: إلهي إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الدنيا برحبها, وإذا ذكرت رحمتك ارتد إلي روحي, سبحان خالق النور, إلهي خرجت أسأل أطباء عبادك أريد أن يداووا خطيئتي، فكلهم عليك يدلني.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "الوليد ابن أبي العاتكة" وفي طبعة دار ابن حزم: "الوليد عن أبي العاتكة" وكلٌّ تصحيف.
- ابن أبي العاتكة هو عثمان, تهذيب الكمال (19 / 397).
357 - حدثني إسحاق بن إسماعيل، وغيره, قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا ثابت البناني، عن صفوان بن محرز، قال: كان لداود يوم يتأوه فيه, فيقول: أوه من عذاب الله, أوه من عذاب الله, قبل ألا أوه, قال: فذكرها صفوان في مجلسه ذات يوم، فغلبه البكاء، فقام.
358 - حدثنا إسحاق، وغيره قال: حدثنا أبو أسامة, قال: حدثنا أبو هلال، عن ثابت البناني، قال: كان داود إذا ذكر عذاب الله تخلعت أوصاله، لا يشدها إلا الأسر، فإذا ذكر رحمة الله تراجعت.
359 - حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا ثابت، قال: كان داود يذكر ذنوبه، فيخاف الله منها, خوفا تفرج أعضاؤه من مواضعها, ثم يذكر عائدة الله ورأفته على أهل الذنوب، فيرجع كل عضو إلى مكانه.
360 - حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن أبي عطاف، قال: كان داود إذا أخذ الإناء بيده ليشرب، بكى حتى يفيض الإناء من دموعه.

الصفحة 189