كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

361 - حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت ليثا، عن مجاهد، قال: كان داود عليه السلام يؤتى بالإناء ليشرب, فما يشرب إلا ثلثه, أو نصفه، ثم يذكر خطيئته، فينتحب النحبة تكاد مفاصله يزول بعضها عن بعض، ثم ما يتمه, حتى يملأه دموعه.
362 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني خالد بن خداش، قال: حدثني أبو عمر الصفار، عن حوشب، ومالك بن دينار، عن الحسن، قال: لما أصاب داود الخطيئة, كثر بكاؤه, حتى فسدت فرشه، فأمر عليه السلام، فجعل حشو فرشه الرماد, وكان قد أمر صاحب شرابه ألا يأتيه بشرابه إلا نصف الإناء، فكان إذا أتاه به وضعه على راحته, ثم يذكر خطيئته, فيبكي حتى يمتلئ الإناء ويفيض من الدموع فوق الإناء، ثم يشرب.
363 - حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد، قال: كان داود إذا عوتب في كثرة البكاء قال: دعوني أبكي قبل يوم البكاء، قبل احتراق العظام, واشتعال اللحى، قبل أن يؤمر ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
364 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، قال: حدثني مختار, أبو عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن بعض إخوانه: أن داود كان مما يذكر خطيئته, فيضيق بها، ويخرج من جبال بيت المقدس سائحا، فيخرج إليه عباد بني إسرائيل من الجيران كأنهم الشنان، فيقول داود: إليكم إليكم، إنما أريد كل خطاء يبكي على خطيئته, قال: فيتبعونه، ويبكون ببكائه.

الصفحة 190