كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

365 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا فرج بن فضالة، قال: حدثنا أبو هريرة، عن صدقة، عن ابن عباس، قال: كانت لداود سجدة في آخر الليل، يبكي فيها، فإذا كان ذلك، لم تبق دابة في بر ولا بحر, إلا أنصتن له، يستمعن صوته ويبكين.
366 - حدثني محمد، قال: حدثنا الحسين بن موسى، قال: حدثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير، قال: لما أصاب داود الخطيئة، نفرت الوحش من حوله، فنادى: إلهي رد علي الوحش كي آنس بها, فرد الله عليه الوحش، فأحطن به، وأصغين بأسماعهن نحوه, قال: ورفع صوته يقرأ الزبور، والبكاء على نفسه، فنادينه: هيهات هيهات يا داود، ذهبت الخطيئة بحلاوة صوتك.
367 - حدثني محمد، قال: حدثنا عمرو بن جرير، قال: حدثنا بكر بن خنيس، عن أبي سعيد، عن وهب بن منبه, في قوله: {يا جبال أوبي معه} قال: نوحي معه, والطير تساعدك على ذلك, فكان إذا نادى بالنياحة أجابته الجبال بصداها، وعكفت الطير عليه من فوقه, قال: فصدى الجبال الذي تسمعه من ذاك.
368 - حدثني محمد، قال: حدثنا الحسين بن موسى، قال: حدثنا عباءة بن كليب الليثي، عن أبي إسحاق اليماني، عن وهب بن منبه، قال: كان داود إذا قرأ تصرعت الطير حوله، ووقفت المياه التي تجري، لحسن صوته، وكان يبكي, حتى ينبت العشب حوله.
369 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا موسى بن عيسى، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: بلغني أن داود كان إذا رفع صوته عكفت الوحوش والسباع حول محرابه، حتى يموت بعضها هزلا قبل أن يفارقه.

الصفحة 191