كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

376 - حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، قال: قال داود: إلهي أصبح عدوك الشيطان يعيرني، يقول: يا داود, أين كان ربك حين واقعت الخطيئة؟.
377 - حدثني محمد، قال: حدثني عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا معاذ بن زياد التميمي, قال: لما أصاب داود الخطيئة، جعل يفزع إلى العباد، فيبكى إليهم في رءوس الجبال, ويبكون إليه, فأتى على رجل منفردا، فناداه: أنا داود نبي الله، صاحب الخطيئة، أو ما بلغك أيها الرجل؟ فبكى الرجل بكاء شديدا، ثم قال: يا داود, قد بلغت خطيئتك إلى العظاءة في جحرها، فكيف لم تبلغ بني إسرائيل؟ فبكى داود، وخر ساجدا, فلم يزل يبكي حتى نبت العشب من دموعه.
378 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر, قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار, في قوله: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} قال: إذا كان يوم القيامة، أمر بمنبر رفيع، فوضع في الجنة، ثم نودي: يا داود, مجدني بذاك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا, قال: فيستفرغ صوت داود جميع نعيم الجنان, فذلك قوله: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}.

الصفحة 193