كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

379 - حدثني محمد، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: لما أصاب داود الخطيئة، اعتزل النساء، ولزم العبادة، حتى سقط.
380 - حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن السري بن يحيى، عن سليمان التيمي قال: لم يجامع داود امرأة بعد الذي كان منه.
381 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، قال: حدثنا مختار, أبو عبد الله، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا أبو عمرو, يعني الأوزاعي قال: كان داود إذا بَكَّى نفسه عكفت الوحوش حوله، حتى يموت بعضها هزلا.
382 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، قال: حدثنا مختار، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة, قال: كان داود يقول: رب اغفر للخطائين، كيما يغفر لداود معهم, سبحان خالق النور, إلهي أخطأت خطيئة قد خفت أن يجعل حصادها يوم القيامة عذابك، إن لم تغفرها لي, سبحان خالق النور, إلهي خرجت أسأل أطباء عبادك أن يداووا لي خطيئتي، فكلهم عليك يدلني.
383 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت ليثا يذكر عن مجاهد قال: لما أصاب داود الخطيئة، خر لله ساجدا أربعين يوما، حتى نبت من دموع عينيه من البقل ما غطى رأسه، فنادى: رب قرح الجبين، وخمدت العين، وداود لم يرجع إليه في خطيئته شيء, فنودي: أجائع فتطعم؟ أم مريض فتشفى؟ أم مظلوم فتنصر؟ قال: فنحب نحبة هاج ما حوله, فعند ذلك تيب عليه, قال: وكانت خطيئته في كفه يقرؤها, قال: وكان يؤتى بالإناء ليشرب، فما يشرب إلا ثلثه، أو نصفه، ثم يذكر خطيئته، فينتحب النحبة، تكاد مفاصله يزول بعضها من بعض, ثم ما يتمه حتى يملأه من دموعه, قال: وكان يقال: إن دمعة داود تعدل دمعة الخلائق، ودمعة آدم تعدل دمعة داود, ودمعة الخلائق.

الصفحة 194