كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

- بكاء يحيى بن زكريا صلى الله على محمد وعليه.
399 - حدثني محمد بن الحسين, قال: حدثني حاتم بن عبيد بن أبي حوثرة، عن ابن لهيعة، عن أبي قَبِيل، عن عبد الله بن عمرو, قال: كان يحيى بن زكريا يبكي, حتى بدت أضراسه، فقالت له أمه: لو أذنت لي يا بني حتى أتخذ لك قطعتين من لبود، فأواري بهما أضراسك عن الناظرين, فقال: أنت وذاك يا أمه, قال: فاتخذت له قطعتين من لبود، فألصقتهما على خديه, فكان يبكي، فتبتقع الدموع، فتجيء أمه، فتعصرهما.... دموعه على ذراعها.
400 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير, قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل الكندي، قال: حدثنا سعيد بن عطارد، عن وهيب قال: كان يحيى بن زكريا له خطان في خديه من البكاء, فقال له أبوه زكريا: إني إنما سألت الله ولدا تقر به عيني, فقال: يا أبه, إن جبريل أخبرني أن بين الجنة والنار مفازة لا يقطعها إلا كل بكاء.
401 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح, قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر قال: قال الصبيان ليحيى بن زكريا: انطلق بنا نلعب, قال: أو للعب خلقتم؟ فقال الله: {وآتيناه الحكم صبيا}.
402 - حدثني عون بن إبراهيم, قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري, قال: حدثنا علي بن أبي الحر, قال: شبع يحيى بن زكريا ليلة شبعة من خبز شعير، فنام عن جزئه حتى أصبح, فأوحى الله إليه: يا يحيى, وجدت دارا خيرا لك من داري؟ وجوارا خيرا لك من جواري؟ وعزتي يا يحيى, لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة لذاب جسمك, وزهقت نفسك اشتياقا, ولو اطلعت إلى جهنم اطلاعة، لبكيت الصديد بعد الدموع، وللبست الحديد بعد المسوح.

الصفحة 199