كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

419 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: لما ورد عمر الشام، فصنع له طعام, لم ير قبله مثله, قال: هذا [لنا، فما لفقراء المسلمين, الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير، فقال خالد بن الوليد: لهم الجنة، فاغرورقت عينا عمر, وقال: لئن كان حظنا من هذا الحطام، وذهبوا بالجنة, لقد بانوا بونا عظيما].
420 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: جاء قوم إلى عمر يشكون الجهد، فأرسل عينيه بأدمع، ورفع يديه فقال: اللهم لا تجعل هلكتهم على يدي, وأمر لهم بطعام.
421 - حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا أبو صالح, عبد الله بن صالح، قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن زياد، مولى ابن عياش ,قال: لو رأيتني ودخلت على عمر بن عبد العزيز في ليلة شاتية، وفي بيته كانون، وعمر على كتابه، فجلست أصطلي على الكانون، فلما فرغ من كتابه، مشى إلي عمر, حتى جلس معي على الكانون، وهو خليفة، فقال: زياد بن أبي زياد؟ قلت: نعم, يا أمير المؤمنين, قال: قص علي, قلت: ما أنا بقاص, قال: فتكلم, قال: قلت: زياد؟ وما له؟ لا ينفعه من دخل الجنة إذا دخل النار، ولا يضره غدا من دخل النار إذا دخل الجنة, قال: صدقت والله، ما ينفعك من دخل الجنة إذا دخلت النار، ولا يضرك من دخل النار إذا دخلت الجنة, قال: فلقد رأيت عمر يبكي, حتى أطفأ الجمر الذي في الكانون.

الصفحة 204