كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

36 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَحْدُوجٍ, أَبُو رَوْحٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ دَاوُدَ نَبِيَّ اللهِ ظَنَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يَمْدَحْ خَالِقَهُ أَفْضَلَ مِمَّا مَدَحَهُ، وَأَنَّ مَلَكًا نَزَلَ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْمِحْرَابِ، وَالْبِرْكَةُ إِلَى جَانِبِهِ, فَقَالَ: يَا دَاوُدُ، افْهَمْ إِلَى مَا تُصَوِّتُ الضِّفْدَعُ، فَأَنْصَتَ, فَإِذَا الضِّفْدَعُ يَمْدَحُهُ بِمَدْحَةٍ لَمْ يَمْدَحْهُ بِهَا دَاوُدُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: كَيْفَ تَرَى يَا دَاوُدُ؟ أَفَهِمْتَ مَا قَالَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَاذَا قَالَتْ؟ قَالَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، مُنْتَهَى عِلْمِكَ يَا رَبِّ، قَالَ دَاوُدُ: وَالَّذِي جَعَلَنِي نَبِيَّهُ، إِنِّي لَمْ أَمْدَحْهُ بِهَذَا.
37 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ, وَذَكَرَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السلام فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّي عَزَّ جَلاَلُهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا دَاوُدُ، أَتْعَبْتَ الْمَلاَئِكَةَ.

الصفحة 217