كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

38 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةِ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَيَقُولُ الرَّجُلُ: أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ، أَوْ أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ، فَجَاءَ الرَّجُلُ يَوْمًا, فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا فُلاَنُ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ إِنْ شَكَرْتُ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ تَسْأَلُنِي, فَتَدْعُو لِي، وَإِنَّكَ سَأَلْتَنِي الْيَوْمَ فَلَمْ تَدْعُ لِي، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَسْأَلُكَ, فَتَشْكَرُ اللَّهَ، وَإِنِّي سَأَلْتُكَ الْيَوْمَ, فَشَكَكْتَ فِي الشُّكْرِ.
39 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ: أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَبِّ، مَا الشُّكْرُ الَّذِي يَنْبَغِي لَكَ؟ قَالَ: يَا مُوسَى، لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِي.
40 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأَبِي تَمِيمَةَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ, لاَ أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: ذُنُوبٌ سَتَرَهَا اللَّهُ, فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَيِّرَنِي بِهَا أَحَدٌ، وَمَوَدَّةٌ قَذَفَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ, وَلَمْ يَبْلُغْهَا عَمَلِي.
41 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ لُوطٍ الأَنْصَارِي: كَانَ يُقَالُ: الشُّكْرُ تَرْكُ الْمَعْصِيَةِ.
42 - حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ, قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ عليه السلام بِمِنًى، فَظَهَرَ مِنْ دُعَائِهِ, أَنْ قَالَ: كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَيَّ, قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا, قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرَى، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعْمَتِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلاَئِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الذُّنُوبِ الْعِظَامِ, فَلَمْ يَفْضَحْنِي وَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرِي، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لاَ يَنْقُصُنِي، وَيَا ذَا النِّعْمَةِ الَّتِي لاَ تَحَوَّلُ وَلاَ تَزُولُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا.
43 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَنَّى: أَبَا جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، خَيْرِي يَنْزِلُ إِلَيْكَ، وَشَرُّكَ يَصْعَدُ إِلَيَّ، وَأَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ، وَتَتَبَغَّضُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، وَلاَ يَزَالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ قَدْ عَرَجَ إِلَيَّ مِنْكَ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ.

الصفحة 218