كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

66 - حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ لَحِقَ حَمَّالاً عَلَيْهِ حِمْلُهُ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، قَالَ: فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى وَضَعَ مَا عَلَى ظَهْرِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا تُحْسِنُ غَيْرَ ذَا؟ قَالَ: بَلَى، أُحْسِنُ خَيْرًا كَثِيرًا: أَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، غَيْرَ أَنَّ الْعَبْدَ بَيْنَ نِعْمَةٍ وَذَنْبٍ، فَأَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى نَعْمَائِهِ السَّابِغَةِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ لِذُنُوبِي، فَقُلْتُ: الْحَمَّالُ أَفْقَهُ مِنْ بَكْرٍ.
67 - قَالَ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَا قَلَّبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَصَرَهُ عَلَى نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْهِ, إِلاَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُبَدِّلَ نِعَمَكَ كُفْرًا، أَوْ أَكْفُرَهَا بَعْدَ مَعْرِفَتِهَا، أَوْ أَنْسَاهَا فَلاَ أُثْنِيَ بِهَا.
68 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى, مِنْ كِنَانَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ, أَوْ قُرِئَتْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: مَا لِي أَسْمَعُ الْجِنَّ أَحْسَنُ جَوَابًا لِرَدِّهَا مِنْكُمْ؟ مَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} إِلاَّ قَالَتِ الْجِنُّ: وَلاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَةِ رَبِّنَا نُكَذِّبُ.
69 - كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بن مُحَمَّد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ (1)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ عَلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا, قَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا؟ لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدًّا، مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَرَّةٍ: {فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} إِلاَّ قَالُوا: وَلاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ, قَالَ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ: وَلَكَ الْحَمْدُ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "عَنْ زُهَيْرِ بن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ" والمثبت من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية.

الصفحة 224