كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

98 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ قُرْطٍ الأَزْدِيَّ, وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ أَضْحًى, أَوْ فِطْرٍ, وَرَأَى عَلَى النَّاسِ أَلْوَانَ الثِّيَابِ، فَقَالَ: يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ مَا أَسْبَغَهَا، وَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَةٍ مَا أَظْهَرَهَا، وَأَنَّهُ مَا زَالَ عَنْ جَادَّةِ قَوْمٍ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ لاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا، وَإِنَّمَا تَثْبُتُ النِّعْمَةُ لِشُكْرِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ لِلنِّعَمِ.
99 - حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ الْخَلِيلِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عُقْبَةَ, يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ، سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: مَا قَالَ عَبْدٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِلاَّ وَجَبَتْ عَلَيْهِ نِعْمَةٌ, بِقَوْلِهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: فَمَا جَزَاءُ تِلْكَ النِّعْمَةِ؟ قَالَ: جَزَاؤُهَا أَنْ تَقُولَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَجَاءَتْ نِعْمَةٌ أُخْرَى, فَلاَ تَنْفَذُ نِعَمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
100 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ بن سعيد، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ, أَنَّ رَجُلاً بُسِطَ لَهُ فِي الدُّنْيَا, فَانْتُزِعَ مَا فِي يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُثْنِي عَلَيْهِ, حَتَّى لَمْ يَكُنْ لَهُ فِرَاشٌ إِلاَّ بُورِيُّ, فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ، وَبُسِطَ لِآخَرَ فِي الدُّنْيَا, فَقَالَ لِصَاحِبِ الْبُورِيِّ: أَرَأَيْتَكَ أَنْتَ عَلاَمَ تَحْمَدُ اللَّهَ؟ قَالَ: أَحْمَدُهُ عَلَى مَا لَوْ أَعْطَى بِهِ الْخَلْقَ لَمْ أُعْطِهِمْ إِيَّاهُ بِهِ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ بَصَرَكَ؟ أَرَأَيْتَ لِسَانَكَ؟ أَرَأَيْتَ يَدَيْكَ؟ أَرَأَيْتَ رِجْلَيْكَ؟.
101 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ, أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ يَشْكُو ضِيقَ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ يُونُسُ: أَيَسُرُّكَ بِبَصَرِكَ هَذَا الَّذِي تُبْصِرُ بِهِ مِئَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ الرَّجُلُ: لاَ، قَالَ: فَبِيَدَيْكَ مِئَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ الرَّجُلُ: لاَ، قَالَ: فَبِرِجْلَيْكَ؟ قَالَ الرَّجُلَ: لاَ، قَالَ: فَذَكَّرَهُ بِنِعَمِ اللهِ عَلَيْهِ, وَقَالَ يُونُسُ: أَرَى عِنْدَكَ مِئِينَ أُلُوفٍ, وَأَنْتَ تَشْكُو الْحَاجَةَ.

الصفحة 231