كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

130 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخبرنَا عبد الله, أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, رَجُلٍ مِنْ صَنْعَاءَ، قَالَ: أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ, فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ, عَلَيْهِ خُلْقَانٌ, وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ، قَالَ جَعْفَرٌ: وَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِنَا, قَالَ: إِنِّي أُبَشِّرُكُمْ بِمَا يَسُرُّنِي، إِنَّهُ جَاءَنِي مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَيْنٌ لِي, فَأَخْبَرَنِي أَنْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ نَصَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ، وَأُسِرَ فُلاَنٌ, وَفُلاَنٌ, وَفُلاَنٌ، وَقُتِلَ فُلاَنٌ, وَفُلاَنٌ، الْتَقَوْا بِوَادٍ, يُقَالُ لَهُ: بَدْرٌ, كَثِيرُ الأَرَاكِ, كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، كُنْتُ أَرْعَى بِهِ لِسَيِّدِي, رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ إِبِلَهُ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: مَا لَكَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ, لَيْسَ تَحْتَكَ بِسَاطٌ, وَعَلَيْكَ بِهَذِهِ الأَخْلاَقُ؟ قَالَ: إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ حَقًّا عَلَى عِبَادِ اللهِ أَنْ يُحْدِثُوا لِلَّهِ تَوَاضُعًا عِنْدَمَا يُحْدِثُ لَهُمْ نِعْمَةً، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي نَصْرَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثْتُ لَهُ هَذَا التَّوَاضُعَ.
131 - قَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: مَا ابْتَلَى اللَّهُ عز وجل عَبْدًا ابْتِلاَءً إِلاَّ كَانَ لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ نِعْمَةٌ, أَلاَّ يَكُونَ ابْتَلاَهُ بِأَشَدَّ مِنْهُ.
132 - وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: مَا مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مُبْتَلًى بِعَافِيَةٍ لِيَنْظُرَ كَيْفَ شُكْرُهُ؟ وَيَبْتَلِيهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُهُ؟.

الصفحة 239