كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

142 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِيَمَانِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ الْعَابِدِ: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؟ فَضَحِكَ, وَقَالَ: وَأَكْبَرَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْن أَدْهَم, قُلْتُ: مَنْ؟ قَالَ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَخِي سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا كَانَ اللَّهُ عز وجل لِيُنْعِمَ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا, فَيَفْضَحَهُ فِي الآخِرَةِ، وَحَقٌّ عَلَى الْمُنْعِمِ أَنْ يُتِمَّ عَلَى مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ.
143 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، مَا أَعْظَمَ النَّعَمَ عَلَيْنَا فِي التَّوْحِيدِ، نَسْأَلُ اللَّهَ عز وجل أَنْ لاَ يَسْلُبَنَاهُ، قَالَ: يَحِقُّ عَلَى الْمُنْعِمِ أَنْ يُتِمَّ عَلَى مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ.
144 - وَحَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ, مِنْ أَهْلِ عَكَّا, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدَ الْيَمَانَ الْعَابِدَ، يَقُولُ: اللَّهُ عز وجل أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُنْعِمَ بِنِعَمِهِ إِلاَّ أَتَمَّهَا، أَوْ يَسْتَعْمِلَهَا بِعَمَلٍ إِلاَّ قَبِلَهُ.
145 - وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ أَبِي الْحَوَارِي، قَالَ: قَالَتْ مُؤْمِنَةُ الْمُتَعَبِّدَةُ: أَنَا فِي شَيْءٍ قَدْ شَغَلَ قَلْبِي، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيَّ طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَوْ أُعَذَّبَ بِتَقْصِيرِي عَنْ شُكْرِي النِّعْمَةَ طَرْفَ عَيْنٍ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنْتِ تُرِيدِينَ مَا لاَ تَهْتَدِي إِلَيْهِ عُقُولُنَا.

الصفحة 242