كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

157 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الأَعْلَى التَّيْمِيُّ يَقُولُ: أَكْثِرُوا سُؤَالَ الله عز وجل الْعَافِيَةِ، فَإِنَّ الْمُبْتَلَى وَإِنِ اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ, لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَى الَّذِي لاَ يَأْمَنُ الْبَلاَءَ، وَمَا الْمُبْتَلَوْنَ الْيَوْمَ إِلاَّ مِنْ أَهْلِ الْعَافِيَةِ بِالأَمْسِ، وَمَا الْمُبْتَلَوْنَ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلاَّ مِنْ أَهْلِ الْعَافِيَةِ الْيَوْمَ، وَلَوْ كَانَ بَلاَءٌ يَجُرُّهُ إِلَى خَيْرٍ مَا كُنَّا مِنْ رِجَالِ الْبَلاَءِ، إِنَّهُ رُبَّ بَلاَءٍ فِي الدُّنْيَا قَدْ أَجْهَدَ فِي الدُّنْيَا، وَأَجْزَى فِي الآخِرَةِ، فَمَا يَأْمَنُ مَنْ أَطَالَ الْمُقَامَ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ عز وجل أَنْ يَكُونَ قَدْ بَقِيَ لَهُ فِي بَقِيَّةِ عُمْرِهِ مِنَ الْبَلاَءِ مَا يَحْذَرُهُ فِي الدُّنْيَا، وَيَفْضَحُهُ فِي الآخِرَةِ، ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي إِنْ نَعُدَّ نِعَمَهُ لاَ نُحْصِيهَا، وَإِنْ نَدْأَبْ لَهُ عَمَلاً لاَ نُجْرِيهَا، وَإِنْ نُعَمَّرْ فِيهَا لاَ نَبْلِيها.
158 - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ: سمعت أبي يقول: قَالَ لِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى حَدِيثًا فِي سُؤَالِ الله عز وجل الْعَافِيَةِ, فَهَلْ تَحْفَظُهُ؟ فَقَالَ: فَقُلْتُ: أُحَدِّثُكَ بِمَا أَحْفَظُ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَ هُوَ.
159 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَكَرَ اسْمَ اللهِ عز وجل عَلَى طَعَامِهِ، وَحَمِدَهُ عَلَى آخِرِهِ، لَمْ يُسْئَلْ عَنْ نَعِيمِ ذَلِكَ الطَّعَامِ.

الصفحة 246