كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

160 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي شُرَيْحٌ الصَّائِدِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُلْيَقٍ الْحَمَّالَ, وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي وَدِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ لُؤَيٍّ، قَالَ: كُنَّا بِطَرِيقِ مَكَّةَ, فَأَصَابَنَا عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَاكْتَرَيْنَا دَلِيلاً يَخْرُجُ بِنَا إِلَى مَوْضِعٍ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ فِيهِ مَاءً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ بِنَادِرِ الْمَاءِ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ, إِذَا بِصَوْتٍ نَسْمَعُهُ وَهُوَ يَقُولُ: أَلاَ تَقُولُونَ؟ قَالَ يَحْيَى: فَأَجَبْتُهُ: وَمَاذَا نَقُولُ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ، أَوْ عَافِيَةٍ، أَوْ كَرَامَةٍ فِي دِينٍ, أَوْ دُنْيَا جَرَتْ عَلَيْنَا فِيمَا مَضَى، أَوْ هِيَ جَارِيَةٌ عَلَيْنَا فِيمَا بَقِيَ، فَهِيَ مِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَيْهَا، وَلَكَ الْمَنُّ، وَلَكَ الْفَضْلُ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا، وَعَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، مِنْ لَدُنْكَ إِلَى مُنْتَهَى عِلْمِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مِنَ الْبَدَاءِ إِلَى الْبَقَاءِ.
161 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الأَعْشَى، عَنْ شيبان، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِالإِسْلاَمِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالأَهْلِ وَالْمَالِ، بَسَطْتَ رِزْقَنَا، وَأَظْهَرْتَ أَمْنَنَا، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا، وَمِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا، فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِيرًا، كَمَا تُنْعِمُ كَثِيرًا، وَصَرَفْتَ شَرًّا كَثِيرًا، فَلِوَجْهِكَ الْجَلِيلِ الْبَاقِي الدَّائِمِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
162 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَلاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ.
163 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَطَلَعَ الْفَجْرُ, رَفَعَ صَوْتَهُ وَنَادَى: سَمِعَ حَامِدٌ بِحَمْدِ اللهِ، وَنِعْمَتِهِ، وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا، ثَلاَثًا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، ثَلاَثًا، عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، ثَلاَثًا، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثَلاَثًا.

الصفحة 247