كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

190 - حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا رَجَاءٌ, صَاحِبُ السَّقَطِ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: مَنْ لاَ يَرَى لِلَّهِ عز وجل نِعْمَةً إِلاَّ فِي مَطْعِمٍ، أَوْ مَشَرْبٍ، أَوْ لِبَاسٍ، فَقَدْ قَصُرَ عِلْمُهُ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ.
191 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ الْحَسَنِ, وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، فَقَالُ لَهُ الْحَسَنُ: هَاتِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ دَعَوَاتٍ لِإِخْوَانِكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ؟ نِعْمَةُ الْمَسْلَكِ، أَمْ نِعْمَةُ الْمَخْرَجِ، إِذْ أَخْرَجَهُ مِنَّا، قَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ قُلْتَ عَجَبًا يَا بَكْرُ، إِنَّهَا مِنْ نِعَمِهِ الْعِظَامِ.
192 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الْقَرَاحَ، فَيَدْخُلُ بِغَيْرِ أَذًى، وَيَخْرُجُ بِغَيْرِ أَذًى، إِلاَّ وَجَبَ عَلَيْهِ الشُّكْرُ.
193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ، تَأْكُلُ بِلَذَّةٍ، وَيُخْرجُ سُرُحًا، لَقَدْ كَانَ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ يَرَى الْغُلاَمَ مِنْ غِلْمَانِهِ, يَأْتِي الْحَبَّ فَيَكْتَازُ، ثُمَّ يُجَرْجِرُ قَائِمًا, فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَكَ، مَا يَشْرَبُ حَتَّى يَقْطَعَ عُنُقَهُ الْعَطَشِ، فَإِذَا شَرِبَ كَانَ لَهُ فِي تِلْكَ الشَّرْبَةِ مَوْتَاتٌ، يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ، تَأْكُلُ بِلَذَّةٍ، وَتُخْرِجُ سُرُحًا.

الصفحة 254