كتاب الشكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

197 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: انْصَرَفَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعِيدِ، فَرَأَى وُهَيْبٌ النَّاسَ وَهُمْ يَمُرُّونَ فِي ذَلِكَ الزِّيِّ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْكُمْ، لَئِنْ كُنْتُمْ أَصْبَحْتُمْ مُسْتَيْقِنِينَ أَنْ الله عز وجل قَدْ تَقَبَّلَ مِنْكُمْ هَذَا الشَّهْرَ, لَقَدْ كَانَ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا مَشَاغِيلَ عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ بِطَلَبِ الشُّكْرِ، وَإِنْ كَانَتِ الأُخْرَى خَائِفِينَ أَنْ لاَ يَكُونَ قَدْ تُقُبِّلَ مِنْكُمْ, لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَشْغَلَ فِكْرًا عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ الْيَوْمَ.
198 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ عز وجل: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} قَالَ: أَيْ مِنْ طَاعَتِي.
199 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ الأَزْهَرِ، قَالَ: كَانَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ قَرِيبَ الْجِوَارِ مِنِّي، فَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ يَقُولُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ: أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الصُّعْلُوقُ الَّذِي وَلَّيْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْعَازِبُ الَّذِي زَوَّجْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا السَّاغِبُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْعَارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْمُسَافِرُ الَّذِي صَاحَبْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْغَائِبُ الَّذِي أَدَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الرَّاجِلُ الَّذِي حَمَلْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْمَرِيضُ الَّذِي شَفَيْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الدَّاعِي الَّذِي أَجَبْتَهُ, فَلَكَ الْحَمْدُ, وَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا، حَمْدًا كَثِيرًا لَكَ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ.
200 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ فِي كَلاَمِهِ: اخْتَطَّ لَكَ الأَنْفَ فَأَقَامَهُ وَأَتَمَّهُ، فأَحْسَنَ تَمَامَهُ، ثُمَّ أَدَارَ مِنْكَ الْحَدَقَةَ, فَجَعَلَهَا بِجُفُونٍ مُطْبِقَةٍ، وَبِأَشْفَارٍ مُعَلَّقَةٍ، وَنَقَلَكَ مِنْ طَبَقَةٍ إِلَى طَبَقَةٍ، وَحَنَّنَ عَلَيْكَ الْوَالِدَيْنِ بِرِقَّةٍ وَمِنَّةٍ، فَنِعَمُهُ عَلَيْكَ مُورِقَةٌ، وَأَيَادِيهِ بِكَ مُحْدِقَةٌ.

الصفحة 256