كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

53 - حَدَّثَنِي أبو خيثمة، حَدَّثَنَا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبًا للمؤمن، إن أصابه خير حمد الله وشكره، وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر, المؤمن يؤجر في كل شيء، حتى اللقمة يرفعها إلى فيه.
54 - حَدَّثَنِي أبو الحسن الرقي، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح, أبو صالح، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: جلس إلي يوما زياد, مولى ابن عياش, فقال لي: يا عبد الله, قلت: ما تشاء؟ فقال: ما هي إلا الجنة والنار؟ قلت: لا والله ما هي إلا الجنة والنار, قال: ما بينهما منزل ينزله العباد؟ فقلت: ما بينهما منزل ينزله العباد, قال: فوالله لنفسي نفس أضن بها عن النار، وللصبر اليوم عن معاصي الله خير من الصبر على الأغلال في نار جهنم.
55 - حَدَّثَنَا إسحاق بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد, إن شاء الله, قال: سمع عمر رجلا يقول: اللهم استنفق مالي وولدي في سبيلك، فقال عمر: ألا يسكت أحدكم؟ فإن أعطي شكر وإن ابتلي صبر.
56 - حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالح، حَدَّثَنَا المحاربي، عن شعيب بن سليمان، عن محرز بن عمرو، عن الحسن قال: إن الله وله الحمد لا شريك له، رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، وما لا يطيقون، وأحل لهم في حال الضرورة كثيرا مما حرم عليهم, وأعطاهم خمسا: أعطاهم الدنيا قرضا، وسألهم إياها قرضا، فما أعطوه عن طيب نفس منهم, فلهم به الأضعاف الكثيرة، من العشرة إلى سبعمائة ضعف، إلى ما لا يعلم علمه إلا الله تبارك وتعالى، وذلك قوله عز وجل: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} وما أخذ منهم كرها فصبروا واحتسبوا, فلهم به الصلاة, والرحمة, وتحقيق الهدى، وذلك لقوله جل وعز: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} والثالثة: إن شكروا أن يزيدهم، وذلك لقوله جل ثناؤه: {لئن شكرتم لأزيدنكم} والرابعة: أن أحدهم لو عمل من الخطايا والذنوب, حتى يبلغ الكفر، ثم تاب، أن يتوب عليه, ويوجب له محبته، وذلك لقوله جل وعز: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} والخامسة: لو أعطيها جبريل وميكائيل عليهما السلام وجميع النبيين، لكان قد أجزل لهم العطاء، حيث يقول: {ادعوني أستجب لكم}.

الصفحة 272