كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

84 - حَدَّثَنَا إسحاق بن إسماعيل، حَدَّثَنَا جرير، عن إسماعيل، عن قيس، عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة, فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ فجلس محمرا وجهه, فقال: قد كان من كان قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بالمنشار, فيوضع فوق رأسه، ما يصرفه عن دينه, أو يمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم وعصب، ما يصرفه عن دينه, وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون.
85 - حَدَّثَنَا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن المغيرة بن عبد الله، عن قيس بن أبي حازم، عن خباب بن الأرت, قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع تحت شجرة، متوسد رداءه تحت رأسه، فقلت: ألا تدعو على هؤلاء القوم الذين قد خشينا أن يردونا عن ديننا؟ فصرف وجهه، حتى فعل ذلك ثلاثا، كل ذلك أقول له، ثم جلس في الثالثة, فقال: أيها الناس، اتقوا واصبروا، فوالله إن كان الرجل من المؤمنين قبلكم ليوضع المنشار على رأسه, فيشق باثنين، لا يرتد عن دينه, فاتقوا الله واصبروا، فإن الله فاتح وصانع لكم.
86 - حَدَّثَنَا خالد بن خداش، حَدَّثَنَا حماد بن زيد, عن علي بن زيد قال: تلا عمر بن عبد العزيز هذه الآية: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} فقال عمر: جعل بعضكم لبعض فتنة فاصبروا.

الصفحة 280