كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

137 - حَدَّثَنِي محمد بن الحسين، حَدَّثَنَا أبو عمر الضرير، حَدَّثَنِي بكر بن حمران, قال: لما قيل لها: قد أمر بقطع يديك, ورجليك, وسمل عينيك, قالت: الحمد لله على السراء والضراء، وعلى العافية والبلاء، قد كنت أؤمل في الله ما هو أكثر من هذا, قال: فلما قطعت جعل الدم لا يرقأ، فأحست بالموت, وقالت: حياة كدرة, وميتة طيبة، لئن نلت ما أملت يا نفس من جزيل ثواب الله, لقد نلت سرورا دائما لا يضرك معه كدر عيش, ولا ملاحاة الرجال في الدار الفانية, قال: ثم اضطربت حتى ماتت.
138 - حَدَّثَنِي محمد بن الحسين، حَدَّثَنِي خالد بن خداش، حَدَّثَنَا سالم بن عمر, قال: صلى سالم الهلالي على جنازة، ثم قعد في ظل قصر أوس، فقال لأصحابه: ألا إن كل ميتة على الفراش فهي ظنون، ثم قال: هل تدرون ما كان حال أختكم الشجاء؟ قالوا: وما كان حالها؟ قال: قطع ابن زياد يديها ورجليها, وسمل عينها، فما قالت: حس، فقيل لها في ذلك, فقالت: شغلني هول المطلع عن ألم حديدكم هذا.
139 - حَدَّثَنِي علي بن الحسين، عن محمد بن الحسين، حَدَّثَنِي مجالد بن عبيد الله الباهلي, قال: حَدَّثَنِي بكر بن مصاد العابد قال: كان مالك بن دينار يبكي ويبكي أصحابه، ويقول في خلال بكائه: اصبروا على طاعته، فإنما هو صبر قليل, وغنم طويل، والأمر أعجل من ذلك.

الصفحة 299