كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

140 - حَدَّثَنِي إبراهيم بن عبد الله، عن ابن جميل قال: قال عبد الله بن المبارك: من صبر فما أقل ما يصبر، ومن جزع فما أقل ما يتمتع.
141 - حَدَّثَنِي علي بن أبي مريم، عن محمد بن سعيد الأصبهاني, قال: سمعت محمد بن صبيح العجلي يقول: أعطي الصابرون الصلاة من الله عليهم، والرحمة منه لهم، فمن ذا الذي يدرك فضلهم, إلا من كان منهم؟ هنيئا للصابرين، ما أرفع درجتهم, وأعلى هناك منازلهم, والله إن نال القوم ذلك إلا بمنه وتوفيقه، فله الحمد على ما أعطى من فضل، وأسدى من نعمه، وله الحمد كثيرا علينا وعلى جميع خلقه، فهو الغني فلا يمنعه نائل، وهو الكريم فلا يحفيه سائل، وهو الحميد فلا يبلغ مدحه قائل، ونحن عباده، فمن بين مخذول حرم طاعته فلم يصبر عن معصيته، ومن بين مطيع وفقه لمرضاته وصبره عن الدنيا وما فيها من معصيته، ثم غمرنا بعد ذلك بتفضله فقال: {ورحمتي وسعت كل شيء} فنحن نرجو أن ننالها بتفضله, وإن لم نكن من أهلها بسوء أعمالنا القبيحة، واسوأتاه، من كريم يكرمك وأنت متعرض لما يكره صباحا ومساء.
142 - حَدَّثَنَا علي بن أبي مريم، عن محمد بن الحسين, قال: حَدَّثَنَا سورة بن قدامة، حَدَّثَنَا يونس بن حبيب النحوي قال: كان حبيب أبو محمد يقول لإخوانه: اشكا ماذا اشكا فاذو: كأنكم بعاقبة الصبر محمودة، ليت شعري ما يصنع في القيامة من غبن أيامه الحالية، ثم يبكي حتى تسيل الدموع على لحيته.
143 - حَدَّثَنَا خلف بن هشام البزار، حَدَّثَنَا أبو شهاب الحناط، عن العلاء بن المسيب، عن أبي إسحاق، عن ميثم، أن موسى عليه السلام قال: أي رب، أي عبادك أصبر؟ قال: أكظمهم للغيظ.

الصفحة 300