كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

170 - حَدَّثَنِي الحسن بن يحيى بن كثير العنبري, قال: حَدَّثَنَا خزيمة, أبو محمد قال: مر وهب بن منبه برجل أعمى مجذوم مقعد عريان، وبه وضح، وهو يقول: الحمد لله على نعمته، فقال رجل كان مع وهب: أي شيء عليك من النعمة وأنت على هذه الحال؟ فقال الرجل: ارم ببصرك إلى أهل المدينة، فانظر إلى كثرة أهلها، أو لا أحمد الله على نعمته أنه ليس أحد فيها يعرف الله غيري؟.
171 - حَدَّثَنِي أحمد بن جميل المروزي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن المبارك، أَخْبَرَنَا يونس، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار: إنكم ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني على الحوض, قالوا: سنصبر.
172 - حَدَّثَنِي علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين، حَدَّثَنَا خلف بن إسماعيل, قال: سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يقول: كان يقال: القول بالحق والصبر عليه, يعدل بأعمال الشهداء.
173 - حَدَّثَنَا محمد بن الحسين، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد التيمي، حَدَّثَنَا أصحابنا، عن رجالهم, قال: قام موسى عليه السلام في بني إسرائيل بخطبة أحسن فيها، فأعجب بها، فقالت له بنو إسرائيل: أفي الناس أعلم منك؟ قال: لا, فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إن في الناس من هو أعلم منك, فقال: أي رب، ومن أعلم مني, وقد آتيتني التوراة, وفيها علم كل شيء؟ فأوحى الله إليه: أعلم منك عبد من عبادي, حملته الرسالة، ثم بعثته إلى ملك جبار عنيد، فقطع يديه ورجليه، وجدع أنفه، فأعدت إليه ما قطع منه، ثم أعدته إليه رسولا ثانية، فولى وهو يقول: رضيت لنفسي ما رضيت لي، ولم يقل كما قلت أنت عند أول وهلة: إني أخاف أن يقتلون.

الصفحة 308