كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

182 - حَدَّثَنِي علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين, قال: حَدَّثَنِي حكيم بن جعفر, قال: حَدَّثَنِي قرة النحات قال: قلت لعابد من أهل الأردن, ممن كان يأوي جبالها: أوصني, قال: اقتن فعل الخيرات، وتوصل إلى الله بالحسنات، فإني لم أر شيئا قط أرضى للسيد مما يحب، فبادر محبته يسرع في محبتك، ثم بكى، فقلت: زدني رحمك الله, قال: الصبر على محبة الله, وإرادته رأس كل بر، أو قال: كل خير.
قال: حَدَّثَنِي قرة النحات قال: قال لي عابد بفلسطين: كان يقال: الصبر من الرضا بمنزلة الرأس من الجسد، لا يصلح أحدهما إلا بالآخر.
183 - حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا وكيع، عن أبيه، عن منصور، عن إبراهيم، أن أم الأسود أقعدت من رجليها، فجزعت ابنة لها، فقالت: اللهم إن كان خيرا فزد.
184 - حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا محمد بن مصعب، عن يحيى بن سليم، عن ابن أبي رواد قال: رأيت في يد محمد بن واسع قرحة، فكأنه رأى ما شق علي منها، فقال: أتدري ماذا لله علي في هذه القرحة من النعمة؟ فسكت، فقال: حين لم يجعلها على حدقتي، ولا على طرف لساني، ولا على طرف ذكري, قال: فهانت علي قرحته.
185 - حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا الهيثم بن جميل، وأحمد بن يونس، يزيد أحدهما على صاحبه، عن أبي شهاب، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال: دخلت على سويد بن شعبة، وكان من أصحاب الخطط الذين خط لهم عمر بالكوفة، فإذا هو منكب على وجهه, مسجى بثوب، فلولا أن امرأته قالت: أهلي فداؤك، ما نطعمك؟ ما نسقيك؟ ما ظننت أن تحت الثوب شيئا, فلما رآني قال: يا ابن أخي، دبرت الحراقف والصلب، فما من ضجعة غير ما ترى، والله ما أحب أني نقصت منه قلامة ظفر.

الصفحة 312