كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

186 - حَدَّثَنَا أبو مسلم، حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس، عن ليث قال: أخبرت طلحة بن مصرف، عن طاوس، أنه كان يكره الأنين، فما سمع له أنين في مرضه حتى مات.
187 - حَدَّثَنَا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، عن بديل بن ميسرة، أن مطرف بن عبد الله بن الشخير كان يقول: لئن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن ابتلى فأصبر, وزعم أن أبا العلاء كان يقول: اللهم أي ذاك كان أحب إليك فاجعله لي.
188 - حَدَّثَنِي إبراهيم بن عبد الله، حَدَّثَنَا عمرو بن خالد، حَدَّثَنَا عبد الله بن لهيعة، حَدَّثَنَا عطاء بن دينار الهذلي، عن سعيد بن جبير قال: الصبر على نحوين: أما أحدهما فالصبر عما حرم الله، والصبر لما افترض الله من عبادته، وذلك أفضل الصبر، والصبر الآخر في المصائب، وهو اعتراف النفس لله لما أصاب العبد، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، فذلك الصبر الذي يثيب عليه الأجر العظيم، وإنك لتجد الرجل صبورا عند المصيبة، جليدا, وليس بمحتسب لها، ولا راج لثوابها، وفي كل الملل تجد الصبور على المصيبة، فإذا تفكرت في صبر المصائب وجب صبران: أحدهما لله، والآخر خليقة تكون في الإنسان، وسئل عن الجزع فقال: الجزع على نحوين: أحدهما في الخطايا, أن يجزع الرجل إليها، والآخر في المصائب، فأما جزع المصيبة فهو ألا يحتسبها العبد عند الله, ولا يرجو ثوابها، ويرى أنه سوء أصابه، فذلك الجزع، ويفعل ذلك وهو متجلد لا يبين منه إلا الصبر.

الصفحة 313