كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
193 - حَدَّثَنِي عون بن إبراهيم, قال: حَدَّثَنِي أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي, قال: قال بكر بن خنيس: مررت بمجذوم وهو يقول: وعزتك وجلالك لو قطعتني بالبلاء قطعا ما ازددت لك إلا حبا.
194 - وحَدَّثَنِي الحسن بن أبي الربيع، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قيل للقمان: أي الناس أصبر؟ قال: صبر لا يتبعه أذى.
195 - حَدَّثَنِي عبد الرحيم بن يحيى، حَدَّثَنَا عثمان بن عمارة، عن عبد الواحد بن زيد, قال: خرجت أنا، وفرقد السبخي، ومحمد بن واسع، ومالك بن دينار، نزور أخا لنا بأرض فارس، فلما جاوزنا رامهرمز, إذا نحن بنويرة في سفح جبل، فتراكضنا نحوه، فإذا نحن برجل مجذوم, يتقطر قيحا ودما، فقال له بعضنا: يا هذا، لو دخلت هذه المدينة فتداويت، وتعالجت من بلائك هذا, فرفع طرفه إلى السماء, وقال: إلهي أتيت بهؤلاء ليسخطوني عليك, لك الكرامة والعتبى بأن لا أخالفك أبدا.
196 - حَدَّثَنِي الحسن بن علي، حَدَّثَنَا كثير بن عبيد الحذاء الحمصي، حَدَّثَنَا محمد بن حمير، عن مسلمة بن علي، عن عمر بن ذر، عن أبي قلابة، عن أبي مسلم الخولاني، عن أبي عبيدة بن الجراح، عن عمر بن الخطاب قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيته، وأنا أعرف الحزن في وجهه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أتاني جبريل عليه السلام آنفا, فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقلت: أجل، إنا لله وإنا إليه راجعون، مم ذاك يا جبريل؟ فقال: إن أمتك مقتتلة من بعدك بقليل من الدهر غير كثير، فقلت: من أين وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ فقال: بكتاب الله يضلون؟ وذلك من قبل أمرائهم وقرائهم، يمنع الأمراء الناس حقوقهم، فيطلبونها فلا يعطونها, فيقتتلون، ويتبع القراء الأمراء, فيمدونهم في الغي, ثم لا يقصرون، فقلت: بم يسلم من يسلم منهم؟ قال: بالكف والصبر، إن أعطوا الذي لهم أخذوه، وإن منعوا تركوا.
آخر كتاب الصبر والثواب عليه.