كتاب صفة الجنة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
30 - حدثنا أبو خيثمة, حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة ولسعته النار مرة فإذا جاوز الصراط إلتفت إليها فقال تبارك الله الذي نجاني منك لقد أعطاني الله عز وجل مالم يعط أحدا من العالمين فيرفع له شجرة فينظر إليها فيقول يارب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من ماءها فيقول أي عبدي فلعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها قال فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها والرب عز وجل يعلم أنه يسأله لأنه يرى أن لا صبر له عليه فيدنيه منها ثم ترفع له شجرة هي أحسن منها فيقول ربي أدنني من هذه الشجرة فيقول له مثل ذلك ويسمع أصوات أهل الجنة فقال أي رب الجنة الجنة فيقول أي عبدي ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول تبارك وتعالى اسمه ما يصريني منك قال أبو بكر معنى يقطعني أي عبدي أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها فيقول أتهزؤ بي وأنت رب العزة.
قال فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه ثم قال ألا تسألوني لم ضحكت قالوا لم ضحكت قال ضحك الرب تبارك وتعالى حين قال أتهزؤ بي وأنت رب العزة
قال أبو بكر وهذا الكلام الأخير أفهمنيه بعض أصحابنا عن أبي خيثمة.