كتاب صفة الجنة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
- باب سوق أهل الجنة
251 - حدثنا عمر بن محمد ومحمد بن أبي سمينة قالا أخبرنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من الرجال والنساء فإن اشتهى الرجل صورة دخل فيها وإن فيها لمجتمعا للحور العين فيرفعن أصواتا لم ير الخلائق مثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد نحن الراضيات فلا نسخط ونحن الناعمات فلا نبأس فطوبى لمن كان لنا وكنا له.
252 - حدثنا الحكم بن موسى, حدثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي قال نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة فقال أسأل الله أن يجمع بين وبينك في سوق الجنة
قال فقال سعيد يا أبا هريرة. وفيها سوق قال نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها ونزلوا بقدر أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله تعالى فيبرز لهم عرشه ويتبدا لهم في روضة من رياض الجنة فيضع منابر من نور ومنابر من ياقوت ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم على كثبان المسك ما يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا. قال أبو هريرة قلت يا رسول الله هل نرى ربنا تبارك وتعالى قال نعم. هل تمارون في رؤية الشمس والقمر قلنا لا. قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم وحتى لا يبقى في ذلك المجلس إلا حاضرة يقول يا فلان بن فلان هل عملت في يوم كذا وكذا كذا فيقول يا رب ألم تغفر لي فيقول بمغفرتي لك بلغت منزلتك هذه فبينا هم كذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم وأمطرت عليهم مسكا لم يجدوا ريح شيء قط أطيب منه. قال ثم يقول الله عز وجل قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة قال فيأتون سوقا قد حفت بهم الملائكة بما لم تنظر العيون ولم يخطر على القلوب ولم تسمعه الآذان فنحمل ويحمل إلينا ما اشتهينا وليس فيه أحد يبيع ولا يبتاع وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعض فيلقى الرجل الرجل فيروعه ما يرى عليه اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أحباؤنا فيقولون لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه. فنقول إنا جالسنا الجبار تبارك وتعالى اليوم ويحق أن ننقلب بما انقلبنا به.