كتاب صفة الجنة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

329 - حدثنا هاشم بن القاسم الحراني, حدثنا عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طير الجنة أمثال البخت من النعم.
330 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح, حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي, حدثنا حصين أن نافع المازني قال تلى الحسن هذه الآية {ولحم طير مما يشتهون} ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طير الجنة قال أبو بكر يا رسول الله إن تلك الطير لناعمة. قال أكلها أنعم منها. والذي نفسي بيده إني إرجو أن تأكل منها يا أبا بكر. فقال الحسن والله ليأكلن منها ولا يخيب الله رجاء نبيه صلى الله عليه وسلم.
331 - حدثنا محمد بن عبد الله المديني, حدثنا خلف بن خليفة. عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا.
332 - حدثني أزهر بن مروان, حدثنا عبد الله بن عرادة الشيباني, حدثنا القاسم بن المطيب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام وفي كفه مرآة كأحسن المرائي وأضوأه وإذا في وسطها لمعة سوداء فقلت ما هذه اللمعة التي أرى فيها قال هذه الجمعة. قلت وما الجمعة قال يوم من أيام ربك تعالى عظيم وأخبرك بفضله وشرفه في الدنيا وما يرجى فيه لأهله وأخبرك باسمه في الآخرة أما شرفه وفضله في الدنيا فإن الله عز وجل جمع فيه أمر الخلق وأما ما يرجى فيه لأهله فإن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم أو أمة مسلمة يسألان الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاهما إياه وأما شرفه وفضله في الآخره واسمه فإن الله عز وجل إذا صير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جرت عليهم هذه الأيام وهذه الليالي ليس فيها ليل ولا نهار فأعلم الله عز وجل مقدار ذلك وساعاته فإذا كان يوم الجمعة حين يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم نادى أهل الجنة منادي يا أهل الجنة اخرجوا إلى وادي المزيد.
قال ووادي المزيد لا يعلم سعته وطوله وعرضه إلا الله عز وجل فيه كثبان المسك رؤوسها في السماء يعني الذي بدلت قال فيخرج غلمان الأنبياء صلوات الله عليهم بمنابر ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت فإذا وضعت لهم وأخذ القوم مجالسهم. بعث الله عز وجل عليهم ريحا تدعى المثيرة تثير ذلك المسك فتدخله تحت ثيابهم وتخرجه من وجوههم وأشعارهم تلك الريح اعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم لو دفع إليها كل طيب على وجه الأرض فقيل لها لا يمنعك فيه قلة. كانت تلك الريح أعلم بما تصنع بذلك المسك من تلك المرأة لو دفع إليها ذلك الطيب قال ثم يوحي الله عز وجل إلى حملة عرشه فوضعوه بين أظهرهم فيكون أول ما يسمعون منه أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري فيسألوني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة ربنا رضينا عنك فارض عنا ويرجع الله عز وجل إليهم أن يا أهل الجنة لو لم أرض عنكم لم أسكنكم دياري فما تسألوني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة رب وجهك ننظر إليه فيكشف الله عز وجل عن تلك الحجب فيتجلى عليهم فيغاشهم من نوره شيء لولا أنه قضى أنهم لا يحترقون لا حترقوا مما يغشاهم من نوره ثم يقول لهم ارجعوا إلى منازلكم.
فيرجعون إلى منازلهم وقد أعطي كل واحد منهم الضعف على ما كانوا فيه فيرجعون إلى أزواجهم وقد خفوا عليهن وخفين عليهم مما غشيهم من نوره فإذا رجعوا فلا يزال النور حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليه فيقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم في غيرها فيقولون ذلك أن الله عز وجل قد تجلى لنا فنظرنا منهقال إنه والله ما أحاط به خلق ولكنه أراهم من عظمته وجلاله ما شاء أن يريهم. فذكر قوله فنظرنا منه فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قول الله عز وجل {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.

الصفحة 413