كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

53 - وحدثني الحسين بن عبد الرحمن, قال: تنسك رجل مذكور, ثم إنه دخل في عمل السلطان, فأولم على ابنه, فدعا الناس, ودعا اللعابين, فدخل رجل ممن كان تنسك معه فلما رآه على تلك الحال, قال له: نعوذ بالله من زوال النعمة, ثم خرج ولم يطعم شيئا.
54 - وحدثني الحسين بن عبد الرحمن, قال: قال فضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا.
55 - حدثني بشر بن عمار القوهستاني, قال: حدثنا عبدة بن سليمان, عن ابن أبي خالد, عن الشعبي, أنه كره أجر المغنية.
56 - حدثنا عبد الصمد بن يزيد, قال: قال رافع بن حفص المدني: أربعة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: الساحرة, والنائحة, والمغنية, والمرأة مع المرأة, وقال: من أدرك ذلك الزمان فأولى به طول الحزن.
57 - حدثني أزهر بن مروان, قال: حدثنا مروان بن معاوية, قال: حدثني أبو يزيد البراد, عن علي بن حسين, قال: ما قدست أمة فيها البربط.
58 - حدثنا الحسين بن عبد الرحمن, قال: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: جاور الحطيئة قوما من بني كليب, قال: فمشى ذوو النهى منهم بعضهم إلى بعض, وقالوا: يا قوم إنكم قد رميتم بنيطل, هذا الرجل شاعر, والشاعر يظن فيحقق, ولا يستأني فيثبت, ولا يؤخذ بالفضل فيعفو, قال: فأتوه وهو في فناء خبائه, فقالوا: يا أبا مليكة إنه قد عظم حقك علينا, وبتخطيك القبائل إلينا، وأتيناك لنسألك عما تحب فنأتيه, وعما تكره, فنزدجر عنه, فقال: جنبوا مجلسكم, ولا تسمعوني أغاني شبيبتكم؛ فإن الغناء رقية الزنا، وقال فيهم:
جاورت آل مقلد فحمدتهم ... إذ لا يكاد أخو جوار يحمد
أزمان من يرد الصنيعة يصطنع فيها ... ومن يرد الزهادة يزهد.

الصفحة 42