كتاب صفة الجنة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

343 - وقال بعض الحكماء في موعظة ذكر الجنة وأهلها أكرم بأبلج زاهر ظفروا بالجنة الناظرة. وصاروا إلى زوج درج مقاصير الآخرة. وأبكار لها ثمنا فاعطي أكثر من الآمال وفوق المنى. قد تهدلت في خيام اللؤلؤ طرائف ثمارها. وتسلسلت متسنمة عليه من الغرف غصون أشجارها. وتزينت في الحجال العدنية قواصير أبكارها. وتمسكت مع طيب روائح النعيم رياض كثبانها. وأنافت قصور الفضة بحسن جمال بنيانها. وأشرفت منازله المبينة بخالص عقيانها وضحكت سبحات وجهه إلى نضرة وجوه سكانها. فهو الملك المحبور وألذ الملاهي لذة الحبورة رياض من الفراديس لا يهرم شبابها. ولا تغلق على أهل خالصة الله من الأولياء أبوابها. ولا تعدوا الأسقام على صحتها ولا تطرق الآفات بالغير كيف نعمتها قد ارتفع في الملك المقيم تبؤ خلد قرار دار النعيم وهل أحسن من منعم قد اتكأ في جنة عدن على أسرة غرفها وعانق مغنجة كلت لغات المرتجلين عن حسن وصفها قرير عين يخطر في حللها ورحاب قصورها وقد أمدته كرامة النظر إلى وجه الله عز وجل دائمة سرورها وبالله قد سمي جيران الله في درجات الملك والحبور حين وقالوا {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور}.
مسترغد رغدا في نعمة ضحكت ... إليه فيها بما قد كان يهواه
عليه تاج جلال فوق مفرقه ... منعم في جنان الخلد مثواه
له أساور من در عسجدة ... مستضحى كان بها للحسن كفاه
لباسه فيها سندس سبحه ... وشربه الخمر واللذات مسراه
معانق خله في صدر خيمتها ... ما أن يمل لذ تقبيلها فاه
طوبى له ثم طوبى يوم حل بها ... أذكرت نفسه ما قد تمناه
اكرم به ملكا في جنة بهجت ... بالملك والخلد فيها جاره الل.
344 - حدثنا محمد بن العباس, قال: حدثني موسى بن عيسى, قال: حدثني بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان قال حدثت أن الحور العين إذا كان زحف تزين وتطيبن ونزلن حتى يكن كالصفوف قال فتقول لصواحباتها أما ترين زوجي كيف غلب أزواجكن فإن حمل عليه فانكشف استحيت وغطت وجهها وقالت واسوأتاه. وإن قتل أخذته فلم تدع قطرة من دمه إلا جعلته في كفها ثم ضمته إلى نحرها.

الصفحة 420