كتاب صفة النار لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

61 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي الْعَوَّامِ، فَتَلاَ هَذَهِ الآيَةَ: {وَمَا أَدْراكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}، فَقَالَ: مَا تِسْعَةُ عَشَرَ؟ تِسْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكًا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لاَ، بَلْ تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكًا؟ قَالَ: وَأَنَّى تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لِقَوْلِ اللهِ: {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}. قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: فَهُمْ تِسْعَةُ عَشَرَ مَلَكًا، بِيَدِ كُلِّ مَلَكٍ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَهَا شُعْبَتَانِ قَالَ: فَيَضْرِبَهُمُ الضَّرْبَةَ فَيَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ أَلْفا.
62 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ، قَالَ: يُنْشِئُ اللَّهُ سَحَابَةً لأهْلِ النَّارِ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، أَيُّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ؟ فَيَذْكُرُونَ بِهَا سَحَابَ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: نَسْأَلُ بَارِدَ الشَّرَابِ. فَتُمْطِرُهُمْ أَغْلاَلاً تَزِيدُ فِي أَغْلاَلِهِمْ، وَسَلاَسِلَ تَزِيدُ فِي سَلاَسِلِهِمْ، وَجَمْرًا تَلْتَهِبُ النَّارُ عَلَيْهِمْ.
63 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ أَنَّ مَقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ أُلْقِيَ فِي الدُّنْيَا مَا أَقَلَّهُ الثَّقَلاَنِ.
64 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ الْجُمْجُمَةِ - أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ - وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِمِئَةِ سَنَةٍ - لَبَلَغَتِ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا.

الصفحة 446