كتاب صفة النار لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

68 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، وَهَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: إِذَا جَاعَ أَهْلُ النَّارِ اسْتَغَاثُوا بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ، فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَاخْتُلِسَتْ جُلُودُ وُجُوهِهِمْ، فَلَوْ أَنَّ مَارًّا يَمُرُّ بِهِمْ لَعَرَفَ جُلُودَ وُجُوهِهِمْ فِيهَا. ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْعَطَشُ، فَيَسْتَغِيثُوا فَيُغَاثُونَ بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ، وَهُوَ الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرَّهُ. فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْ أَفْوَاهِهِمِ انْشَوَى مِنْ حَرِّهِ لَحْمُ وُجُوهِهِمُ الَّتِي سَقَطَتْ عَنْهَا الْجُلُودُ، وَ {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ}، فَيَمْشُونَ تَسِيلُ أَمْعَاؤُهُمْ، وَتَسَاقَطُ جُلُودُهُمْ، ثُمَّ يُضْرَبُونَ بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ، وَيَسْقُطُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِيَالِهِ، يَدْعُونَ بِالثُّبُورِ.
69 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَوِ انْقَلَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ بِسِلْسِلَةٍ لَزَالَتِ الْجِبَالُ.
70 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الطَّيِّبُ أَبُو الْحَسَنِ الْخُشَنِيُّ، قَالَ: مَا فِي جَهَنَّمَ دَارٌ وَلاَ مَغَارٌ، وَلاَ غُلُّ، وَلاَ قِيدٌ، وَلاَ سِلْسِلَةٌ إِلاَّ اسْمُ صَاحِبِهَ عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ قَالَ أَحْمَدُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ، فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ لِي: وَيْحَكَ فَكَيْفَ بِهِ لَوْ قَدْ جُمِعَ هَذَا كُلُّهُ عَلَيْهِ؟ فَجُعِلَ الْغُلُّ فِي عُنُقِهِ، وَالْقَيْدُ فِي رِجْلِهِ، وَالسِّلْسِلَةُ فِي رَقَبَتِهِ، ثُمَّ أُدْخِلَ النَّارَ، وَأُدْخِلَ الْمَغَارَ؟.

الصفحة 448