كتاب صفة النار لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
71 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} قَالَ: يُقْطَعُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ. {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} بِأَيْدِي الزَّبَانِيَةِ. وَذَلِكَ أَنَّ النَّارَ تُصْهِرُ بِهِمْ بِلَهَبِهَا فَتَرْفَعُهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي أَعْلاَهَا ضُرِبُوا بِمَقَامِعَ، فَهَوَوْا سَبْعِينَ خَرِيفًا. وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْهَاوِيَةُ لاِنَّهُمْ لاَ يَسْتَقِرُّونَ سَاعَةً، وَإِذَا انْتَهَوْا إِلَى أَسْفَلِهَا ضَرَبَهُمْ زَفِيرُ لَهَبِهَا، وَالزَّفِيرُ زَفِيرُ اللَّهَبِ، وَالشَّهِيقُ بُكَاؤُهُمْ، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا} يَقُولُ: رَجَوْا أَنْ يَخْرُجُوا.
72 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، فِي قَوْلِهِ: {فَاسْلُكُوهُ} قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهَا تَدْخُلُ فِي دُبُرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ فِيهِ.
الْحَمِيمُ وَالصَّدِيدُ وَالْمُهْلِ وَالْغِسْلِينُ شَرَابُ أَهْلِ النَّارِ وَطَعَامُهُمْ
73 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي قَوْلِهِ: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ}. قَالَ: يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ، فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ، وَوَقَعَ فَرْوَةُ رَأْسِهِ، فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}. وَيَقُولُ اللَّهُ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ}.
الصفحة 449