كتاب صفة النار لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
224 - حَدَّثَنَا. . . بْنُ. . .، قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: لَوْ كَانَ عَذَابُ الآخِرَةِ مِثْلَ عَذَابِ الدُّنْيَا كَانَ الْمُعَذَّبُ فِي. . . بِالْمَقْمَعَةِ رَأْسَ الْمُعَذَّبِ فَلاَ يَسْكُنُ أَبَدًا، وَيَضْرِبُهُ الثَّانِيَةَ فَلاَ يَسْكُنُ وَجَعُ الأولَى وَلاَ الثَّانِيَةِ، وَيَضْرِبَهُ الثَّالِثَةَ فَلاَ وَجَعَ الأوليَيْنِ يَسْكُنُ وَلاَ الثَّالِثَةِ، فَأَوَّلُ الْعَذَابِ لاَ يَنْقَطِعُ، وَآخِرُهُ لاَ يَنْفَدُ.
225 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْعَجْلِيِّ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا بَالُ هَؤُلاَءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتُ مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ. قَالَ: يُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ مَاتَ وَفِي عُنُقِهُ أَمْوَالُ النَّاسِ، لَمْ يَجِدْ لَهَا قَضَاءً. قَالَ: وَيُقَالُ لِلَّذِي يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ لاَ يُبَالِي أَيْنَ أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْهُ، ثُمَّ لاَ يَغْسِلُهُ. ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمةٍ قَذِعَةٍ خَبِيثَةٍ، يَسْتَلِذَّهَا كَمَا يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ. ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَأْكُلُ لَحْمَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغَيْبِ، وَيَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ.
الصفحة 487