كتاب صفة النار لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

242 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَعِيدِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ غُنَيْمٍ - خَازِنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ - عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: يُمْسَكُ بِالنَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَصِيرَ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ، حَتَّى تَسْتَعِرَ أَقْدَامُ الْخَلاَئِقِ عَلَيْهَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَنْ خُذِي أَصْحَابَكَ وَدَعِي أَصْحَابِي، فَهِيَ أَعْرَفُ بِهِمْ مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا، فَيُخْسَفُ بِهِمْ، فَيَهْوُونَ فِيهَا، وَيَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ نَدِيَّةً ثِيَابُهُمْ.
243 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْجَلْدِ: كَيْفَ أَنْتَ يَوْمَ تُمْطِرُ السَّمَاءُ نَارًا، وَتَلْتَهِبُ الأَرْضُ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِ الْخَلاَئِقِ بِالنَّارِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لِيَوْمٌ عَظِيمٌ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ كُشِفَ فِيهِ لَهُمْ عَنِ الْغِطَاءِ، وَعُرِضَتْ عليهم ذَلِكَ الْيَوْمَ أَعْمَالُهُمْ: فَمَسْرُورٌ بِعَمَلِهِ، وَنَادِمٌ مَحْسُورٌ قَالَ: ثُمَّ بَكَى أَبُو الْجَلْدِ حَتَّى غَلَبَهُ الْبُكَاءُ.
244 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَاءَةُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الأزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} قَالَ: أَزِفَتْ وَاللَّهِ عُقُولُهُمْ، وَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ، فَتَرَدَّدَتْ فِي أَجْوَافِهِمْ بِالْغُصَصِ إِلَى حَنَاجِرِهِمْ لَمَّا أُمِرَ بِهِمْ مَلَكٌ يَسُوقَهُمْ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}، فَيُنَادَوْنَ {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ}.

الصفحة 493