كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

647 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ سِيدَانَ الأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْخُرْشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ مِمَّنْ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الصَّامِتُ عَلَى عِلْمٍ كَالْمُتَكَلِّمِ عَلَى عِلْمٍ, فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لاَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْمُتَكَلِّمُ عَلَى عِلْمٍ أَفْضَلَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَالاً، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِلنَّاسِ وَهَذَا صَمْتُهُ لِنَفْسِهِ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَيْفَ بِفِتْنَةِ الْمَنْطِقِ؟ قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا.
648 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُودَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ: أَرَدْتُ وَجْهًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ جَالِسًا وَكُنْتُ قَائِمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تُوصِينِي بِهِ؟ فَرَفَعَ رَأسَهُ، فَقَالَ: أُوصِيكَ بِإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَبِإِفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَبِلِينِ الْكَلاَمِ.
649 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيِّ، عَنْ جَلِيسٍ لَهُمْ، عَنِ الشَّعْبِيِّ, رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبِي بَكْرٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ الْعَمَلِ وَأَيْسَرِهِ عَلَى الْبَدَنِ؟ قَالَ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: حُسْنُ الْخُلُقِ، وَطُولُ الصَّمْتِ، عَلَيْكَ بِهِمَا فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِهِمَا.

الصفحة 643