كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

650 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنَّ قَوْمًا صَحِبُوا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمِزَاحَ؛ فَإِنَّهَا تَجُرُّ إِلَى الْقَبِيحِ، وَتُورِثُ الضَّغِينَةَ، وَتَجَالَسُوا بِالْقُرْآنِ، وَتَحَدَّثُوا بِهِ، فَإِنْ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ فَحَدِيثٌ مِنْ حَدِيثِ الرِّجَالِ حَسَنٌ سِيرُوا بِاسْمِ اللهِ.
651 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّي وَأَنَا غُلاَمٌ، فَأَدْبَرْتُ خَارِجًا، فَنَادَتْنِي أُمِّي يَا عَبْدَ اللهِ هَاكَ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذَا تُعْطِينَهُ؟ قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا, قَالَ: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةً.
652 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُسْكِتُ صَبِيَّتَهُ فَيَقُولُ: اسْكُتِي حَتَّى أَشْتَرِيَ لَكِ كَذَا أَوْ كَذَا فَيُكْتَبُ كُذَيْبَةً.
653 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ الأَلَدَّ الْخَصِمَ.
654 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الرَّقِّيِّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: مَا حَجٌّ, وَلاَ رِبَاطٌ, وَلاَ جِهَادٌ أَشَدَّ مِنْ حَبْسِ اللِّسَانِ، وَلَوْ أَصْبَحْتَ يُهِمُّكَ لِسَانُكَ أَصْبَحْتَ فِي غَمٍّ شَدِيد.
655 - وَقَالَ فُضَيْلٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سِجْنُ اللِّسَانِ سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَشَدَّ غَمًّا مِمَّنْ سَجَنَ لِسَانَهُ.

الصفحة 644