كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

708 - وَفِي الْكِتَابِ قَالَ: وَقَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ: رُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ حَسَنٍ, أَوْ أُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ فَأَسْكَتُ، أُرِيدُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي السُّكُوتَ، قَالَ: تُؤْجَرُ فِي ذَلِكَ وَتَشْرُفُ بِهِ.
709 - قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنِّي لأعْتدُّ بكَلاَمِي فِيمَا لاَ بُدَّ لِي مِنْهُ مُصِيبَةً وَاقِعَةً، وَأَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَى السَّلاَمَةِ مِنْهَا، وَإِنِّي أَعْتَدُّ بِصَمْتِي عَمَّا لاَ يَعْنِينِي غُنْمًا، وَحَادِثُ نِعْمَةٍ أَلْتَمِسُ الشُّكْرَ عَلَيْهَا، إِذْ عَلِمْتُ أَنَّ مِنَ وَرَاءِ كُلِّ كَلِمَةٍ رَقِيبًا عَتِيدًا وَأَنْزَلْتُ مَا اضْطُرِرْتَ إِلَيْهِ مِنَ الْكَلاَمِ مُصِيبَةً نَازِلَةً، وَأَنْزَلْتُ مَا كُفِيتُ مِنَ الْكَلاَمِ غَنِيمَةً بَارِدَةً.
710 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَذْكُرَ عُيُوبَ صَاحِبِكَ فَاذْكُرْ عُيُوبَكَ.
711 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ: {وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالَ: لاَ يَطْعُنْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ.
712 - حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الصَّمْتُ دَاعِيَةٌ إِلَى الْمَحَبَّةِ.
713 - حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ حَكِيمٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: تَسَابَّ رَجُلاَنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَحْلَمِي عَنْكَ مَا أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِي.

الصفحة 655