كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

714 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِيَاسٌ الأَفْطَسُ، عَنْ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَنَالَتْ مِنْهُ، فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ, فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ تَذْكُرُوا مَوْتَاكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ.
715 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ عَبَاءَةَ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: أَتَانِي مُؤَمَّلٌ الشَّاعِرُ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لاَ تَرْوِي شِعْرًا وَلَكِنِ اسْمَعْ هَذِهِ الثَّلاَثَةَ الأَبْيَاتَ، إِذَا سَافَهَكَ لَئِيمٌ أَبَدًا فَامْتَثِلْهَا لَهُ، وَلاَ تُجِبْهَ:
إِذَا نَطَقَ اللَئِيمُ فَلاَ تُجِبْهُ ... فَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ
لَئِيمُ الْقَوْمِ يَشْتِمُنِي فَيَحْظَى ... وَلَوْ دَمُهُ سَفَكْتَ لَمَا حَظِيتُ
فَلَسْتُ مُشَاتِمًا أَبَدًا لَئِيمًا ... خَزِيتُ لِمَنْ يُشَاتِمُنِي خَزِيتُ.
716 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جُنَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ عَبِيدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَجَّاجَ فَشَتَمْتُهُ، وَوَقَعْتُ فِيهِ، قَالَ: فَنَهَانِي عُمَرُ وَقَالَ: مَهْلاً يَا رِيَاحُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ يَظْلِمُ بِالْمَظْلَمَةِ فَلاَ يَزَالُ الْمَظْلُومُ يَشْتِمُ الظَّالِمَ، وَيَنْتَقِصُهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَ حَقَّهُ، وَيَكُونُ لِلظَّالِمِ الْفَضْلُ عَلَيْهِ.
717 - حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ غَطَفَانَ قَالَ: تَذَاكَرُوا الصَّمْتَ وَالْمَنْطِقَ فَقَالَ قَوْمٌ: الصَّمْتُ أَفْضَلُ، فَقَالَ الأَحْنَفُ: الْمَنْطِقُ أَفْضَلُ؛ لأنَّ فَضْلَ الصَّمْتِ لاَ يَعْدُو صَاحِبَهُ، وَالْمَنْطِقُ الْحَسَنُ يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ.

الصفحة 656