كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

724 - وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ: الصَّمْتُ حَتَّى يُحْتَاجَ إِلَى الْكَلاَمِ رَأسُ الْمُرُوءَةِ.
725 - وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَجْلِسُ إِلَى الشَّعْبِيِّ فَيُطِيلُ السُّكُوتَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْكَلاَمِ؟ فَقَالَ: أَسْكُتُ فَأَسْلَمُ، وَأَسْمَعُ فَأَعْلَمُ.
726 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى حَائِطٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَكْتُوبٌ:
لَعَمْرُكَ مَا لِلْمَرْءِ كَالرَّبِّ حَافَظُ ... وَلاَ مِثْلُ عَقْلِ الْمَرْءِ لِلْمَرْءِ وَاعِظُ
لِسَانَكَ لاَ يُلْقِيكَ فِي الْغَيِّ لَفْظُهُ ... فَإِنَّكَ مَأخُوذٌ بِمَا أَنْتَ لاَفِظُ.
727 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ, عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ لِمَا لاَ يَعْلَمُ.
728 - حَدَّثَنِي فَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَرْفَعُهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَاقِرَةُ بِلِسَانِهَا.
729 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ فَتًى كَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَسْتَمِعُ فَيُحْسِنُ الاسْتِمَاعَ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ قَالَ: فَفَطِنَ إِلَى ذَلِكَ عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: أَرَاكَ تَحْضُرُ الْمَجْلِسَ فَتُحْسِنُ الإسْتِمَاعَ، ثُمَّ تَقُومُ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَ الْقَوْمِ، وَلاَ تَدْخُلُ فِي حَدِيثِهِمْ فَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ لَهُ الْفَتَى: إِنِّي وَاللَّهِ أُحِبُّ أَنْ أَحْضُرَ فَأَسْتَمِعَ، فَأُحْسِنَ الإسْتِمَاعَ، ثُمَّ أَتَنَقَّى وَأَتَوَقَّى وَأَصْمُتُ لَعَلِّي أَسْلَمُ, قَالَ: يَقُولُ لَهُ عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَيُّنَا يَفْعَلُ هَذَا.

الصفحة 658