كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

15 - حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْعَنَزِيِّ (1)، [عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الأَغَرِّ] (2) قَالَ: نَظَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ كَئِيبًا فَقَالَ: يَا عَدِيُّ، مَا لِيَ أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي, وَقَدْ قُتِلَ ابْنَايَ, وَفُقِئَتْ عَيْنِي؟ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ، إِنَّهُ مَنْ رَضِيَ بِقَضَاءِ اللهِ جَرَى عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللهِ جَرَى عَلَيْهِ وَحَبِطَ عَمَلُهُ.
_حاشية__________
(1) في طبعة الدار السلفية: "العبدي".
(2) ما بين حاصرتين من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية.
16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: الرَّاضِي لاَ يَتَمَنَّى فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ
17 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ, وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ, فَتَذَاكَرَا الْعَيْشَ, فَقَالَ مَالِكٌ: مَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ غَلَّةٌ يَعِيشُ مِنْهَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ غَدَاءً, وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً، وَوَجَدَ عَشَاءً, وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً, وَهُوَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ رَاضٍ، أَوْ قَالَ: وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ.
18 - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: إِذَا سَلاَ الْعَبْدُ عَنِ الشَّهَوَاتِ فَهُوَ رَاضٍ.
19 - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى جَوَامِيسَ لِبَشِيرٍ الطَّبَرِيِّ, نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِئَةِ جَامُوسٍ, قَالَ: فَاسْتَرْكَبَنِي, فَرَكِبْتُ مَعَهُ, أَنَا وَابْنٌ لَهُ, قَالَ: فَلَقِيَنَا عَبِيدُهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ الْجَوَامِيسِ, مَعَهُمْ عِصِيُّهُمْ, فَقَالُوا: يَا مَوْلاَنَا, ذَهَبَتِ الْجَوَامِيسُ, فَقَالَ: وَأَنْتُمْ أَيْضًا فَاذْهَبُوا مَعَهَا, فَأَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبَتِ أَفْقَرْتَنَا, فَقَالَ: اسْكُتْ أَيْ بُنَيَّ, إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ اخْتَبَرَنِي, فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَزِيدَهُ.

الصفحة 78