كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

20 - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَاعِدٍ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ فِي خِرَابَاتِ الْقَبَائِلِ بِمِصْرَ رَجُلٌ مَجْذُومٌ, وَكَانَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ, يَتَعَاهَدُهُ وَيَغْسِلُ خَرْقَهُ وَيَخْدِمُهُ, فَتَعَرَّى فَتًى مِنْ أَهْلِ مِصْرَ, فَقَالَ لِلَّذِي كَانَ يَخْدُمُهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَعْرِفُ اسْمَ اللهِ الأَعْظَمَ, وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَجِيءَ مَعَكَ إِلَيْهِ, فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ, وَقَالَ: يَا عَمِّ, إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَعْرِفُ اسْمَ اللهِ الأَعْظَمَ, فَلَوْ سَأَلْتَهُ أَنْ يَكْشِفَ مَا بِكَ, قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي, هُوَ الَّذِي أَبْلاَنِي, فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَرُدَّهُ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "أحمد بن الصامت", والمثبت من طبعتي مؤسسة الكتب الثقافية, والدار السلفية، وانظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 56).
21 - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، مِنَ الأَنْبَارِ (1) , قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَابِعَةَ عَابِدًا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ, لاَ يَطْعَمُ إِلاَّ فِي كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، يَنْزِلُ مِنْ مُتَعَبَّدِهِ, فَيَأْتِي مَزْبَلَةً عَلَى بَابِ الْمَلِكِ, فَيَتَقَمَّمُ مِنْ فُضُولِ مَائِدَتِهِ, فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهَا: وَمَا عَلَى هَذَا إِذَا كَانَ فِي هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ رِزْقَهُ مِنْ غَيْرِ هَذَا، فَقَالَتْ رَابِعَةُ: يَا هَذَا, إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ إِذَا قُضِيَ لَهُمْ قَضَاءٌ لَمْ يَتَسَخَّطُوهُ.
_حاشية__________
(1) في طبعة مؤسسة الكتب الثقافية: "من الأبناء".
22 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَرْو, قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِالْكُوفَةِ حِينَ مَاتَتِ امْرَأَتُهُ, فَسَأَلْتُهُ: مَا الرِّضَا؟ قَالَ: لاَ يَتَمَنَّى خِلاَفَ حَالِهِ, فَجَاءَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ, فَعَزَّى عَبْدَ اللهِ, قَالَ حَفْصٌ: وَلَمْ أَعْرِفْهُ, فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَلْهُ عَمَّا كُنَّا فِيهِ, فَسَأَلْتُهُ, فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِغَيْرِ الرِّضَا فَهُوَ رَاضٍ, قَالَ حَفْصٌ: وَسَأَلْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ فَقَالَ: ذَاكَ الْخَوَاصِّ.
23 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَادِمٌ الدَّيْلَمِيُّ الْعَابِدُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: مَنِ الرَّاضِي عَنِ اللهِ تَعَالَى؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي جُعِلَ فِيهَا.

الصفحة 79