كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

24 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيَّ يَقُولُ: لَنْ يَرِدَ يَوْم الآخِرَ أَرْفَعَ دَرَجَاتٍ مِنَ الرَّاضِينَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
25 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا, قَالَ: الْتَقَى يُونُسُ, وَجِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا, فَقَالَ يُونُسُ: يَا جِبْرِيلُ, دُلَّنِي عَلَى أَعْبَدِ أَهْلِ الأَرْضِ، قَالَ: فَأَتَى بِهِ عَلَى رَجُلٍ قَدْ قَطَعَ الْجُذَامُ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ, وَهُوَ يَقُولُ: مَتَّعْتَنِي بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ, وَسَلَبْتَنِيهِمَا حَيْثُ شِئْتَ, وَأَبْقَيْتَ لِي فِيكَ الأَمَلَ, يَا بَرُّ, يَا وَصُولُ، فَقَالَ يُونُسُ: يَا جِبْرِيلُ, إِنَّمَا سَأَلْتُكَ أَنْ تُرِيَنِيهِ صَوَّامًا قَوَّامًا, قَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ الْبَلاَءِ هَكَذَا، وَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْلُبَهُ بَصَرَهُ, قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى عَيْنَيْهِ بِإِصْبَعِهِ, فَسَالَتَا, فَقَالَ: مَتَّعْتَنِي بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ, وَسَلَبْتَنِيهِمَا حَيْثُ شِئْتَ, وَأَبْقَيْتَ لِي فِيكَ الأَمَلَ, يَا بَرُّ, يَا وَصُولُ, فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَلُمَّ تَدْعُو وَنَدْعُو مَعَكَ, فَيَرُدَّ عَلَيْكَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ وَبَصَرَكَ, فَتَعُودَ إِلَى الْعِبَادَةِ الَّتِي كُنْتَ فِيهَا، قَالَ: مَا أُحِبُّ ذَاكَ, قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ مَحَبَّتُهُ فِي هَذَا, فَمَحَبَّتُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ, قَالَ: فَقَالَ يُونُسُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: يَا جِبْرِيلُ, تَااللهِ مَا رَأَيْتَ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنْ هَذَا قَطُّ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا يُونُسُ, إِنَّ هَذَا الطَّرِيقَ لاَ يُوصَلُ إِلَى رَضَا اللهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْهُ.
26 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ خُزَيْمَةَ, أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَابِدِ، قَالَ: مَرَّ نَبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ بِرَجُلٍ قَدْ نَبَذَهُ أَهْلُهُ مِنَ الْبَلاَءِ, فَقَالَ: يَا رَبِّ, عَبْدُكَ هَذَا لَوْ نَقَلْتَهُ مِنْ حَالِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ سَلْهُ يُحِبُّ أَنْ أَنْقُلَهُ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا, مَا تُحِبُّ أَنْ يَنْقُلَكَ اللَّهُ مِنْ حَالِكِ هَذِهِ إِلَى غَيْرِهَا؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَتَخَيَّرُ عَلَى اللهِ ذَلِكَ إِلَيْهِ.

الصفحة 80