كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

27 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ رِجَالِهِمْ، قَالَ: قَامَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بِخُطْبَةٍ أَحْسَنَ فِيهَا, فَأُعْجِبَ بِهَا, فَقَالَتْ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: أَفِيَ النَّاسِ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَالَ: لاَ, قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ فِيَ النَّاسِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ, قَالَ: يَا رَبِّ, وَمَنْ أَعْلَمُ مِنِّي, وَقَدْ آتَيْتَنِي التَّوْرَاةَ, فِيهَا عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ, فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَعْلَمُ مِنْكَ عَبْدٌ مِنِ عِبَادِي, حَمَّلْتُهُ الرِّسَالَةَ, ثُمَّ بَعَثْتُهُ إِلَى مَلِكٍ جَبَّارٍ عَنِيدٍ, فَقَطَعَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ, وَجَدَّعَ أَنْفَهُ, فَأَعَدْتُ إِلَيْهِ مَا قُطِعَ مِنْهُ, ثُمَّ أَعَدْتُهُ إِلَيْهِ رَسُولاً ثَانِيَةً, فَوَلَّى وَهُوَ يَقُولُ: رَضِيتُ لِنَفْسِي بِما رَضِيتَ لِي, وَلَمْ يَقُلْ كَمَا قُلْتَ أَنْتَ أَوَّلَ وَهْلَةٍ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ.
28- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْبَادِيَةِ لَهُ كَلْبٌ وَحِمَارٌ وَدِيكٌ, فَالدِّيكُ يُوقِظُهُمْ لِلصَّلاَةِ, وَالْحِمَارُ يَنْقُلُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ, وَيَحْمِلُ لَهُمْ خِبَاءَهُمْ, وَالْكَلْبُ يَحْرُسُهُمْ, قَالَ: فَجَاءَ ثَعْلَبٌ, فَأَخَذَ الدِّيكَ, فَحَزِنُوا لِذَهَابِ الدِّيكِ, وَكَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا, فَقَالَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا, ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ, ثُمَّ جَاءَ ذِئْبٌ فَخَرَقَ بَطْنَ الْحِمَارِ, فَقَتَلَهُ, فَحَزِنُوا لِذَهَابِ الْحِمَارِ, فَقَالَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا, ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ, ثُمَّ أُصِيبَ الْكَلْبُ, فَقَالَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا, ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ بَعْدَ ذَاكَ، فَأَصْبَحُوا ذَاتَ يَوْمٍ, فَنَظَرُوا, فَإِذَا قَدْ سُبِيَ مَنْ حَوْلَهُمْ, وَبَقُوا هُمْ, قَالَ: وَإِنَّمَا أُخَذَ أُولَئِكَ لِمَا كَانَ عِنْدَهُمْ مِنَ الصَّوْتِ وَالْجَلَبَةِ, وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أُولَئِكَ شَيْءٌ يَجْلُبُ، قَدْ ذَهَبَ كَلْبُهُمْ, وَحِمَارُهُمْ, وَدِيكُهُمْ.

الصفحة 81