كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

61 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: اشْتَكَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَارٌ لَهُ, فَاسْتَبْطَأَهُ فِي الْعِيَادَةِ, فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ, إِنَّ بَعْضَ مَا يَمْنَعُنِي عَنْ عِيَادَتِكَ مَا أَرَى بِكَ مِنَ الْجَهْدِ، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ, فَإِنَّ أَحَبَّ ذَاكَ إِلَيَّ, أَحَبُّهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَلاَ تَبْتَئِسْ لِي بِمَا تَرَى، أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ مَا تَرَى مُجَازَاةً بِذُنُوبٍ قَدْ مَضَتْ, وَأَنَا أَرْجُو عَفْوَ اللهِ عَلَى مَا بَقِيَ, فَإِنَّهُ قَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
62 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ سَقَى بَطْنُهُ, فَثُقِبَ لَهُ سَرِيرٌ, فَأُصِيرَ عَلَيْهِ ثَلاَثِينَ سَنَةً, قَالَ: وَكَانَتِ الْمَلاَئِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ حَتَّى اكْتَوَى قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ, فَلَمَّا اكْتَوَى فَقَدَ التَّسْلِيمَ عَلَيْهِ, ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ.
63 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أُمَّ الأَسْوَدِ أُقْعِدَتْ مِنْ رِجْلَيْهَا, فَجَزِعَتِ ابْنَةٌ لَهَا, فَقَالَتْ: لاَ تَجْزَعِي, اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ خَيْرًا فَزِدْ.
64 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: لَأَمْتَحِنَنَّ أَهْلَ الْبَلاَءِ, فَقَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِطَرْطُوسَ, وَقَدْ أَكَلَتِ الآكَلَةُ أَطْرَافَهُ, فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ وَاللَّهِ وَكُلُّ عِرْقٍ, وَكُلُّ عُضْوٍ يَأْلَمُ عَلَى حِدَتِهِ مِنَ الْوَجَعِ, لَوْ أَنَّ الرُّومَ فِي كُفْرِهَا وَشَرْكِهَا اطَّلَعَتْ عَلَيَّ لَرَحِمَتْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ, وَإِنَّ ذَلِكَ لَبِعَيْنِ اللهِ عز وجل، أَحَبُّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللهِ، وَمَا قَدْرُ مَا أَخَذَ رَبِّي مِنِّي, وَدِدْتُ أَنَّ رَبِّيَ قَطَعَ مِنِّي الأَعْضَاءَ الَّتِي اكْتَسَبْتُ بِهَا الإِثْمَ, وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنِّي إِلاَّ لِسَانِي, يَكُونُ لَهُ ذَاكِرًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَتَى بَدَأَتْ بِكَ هَذِهِ الْعِلَّةُ؟ قَالَ: أَمَا كَفَاكَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَبِيدُ اللهِ وَعِيَالُهُ فَإِذَا نَزَلَتْ بِالْعِبَادِ عِلَّةٌ فَالشَّكْوَى إِلَى اللهِ لَيْسَ يُشْكَى اللَّهُ إِلَى الْعِبَادِ.

الصفحة 90